تتميز الدورة الثانية عشرة لمعرض الفرس، الذي تحتضنه مدينة الجديدة إلى غاية الأحد المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة القوات المسلحة الملكية برواق يبرز القيمة التراثية والثقافية للفرس كرفيق نبيل للإنسان. ويروم اختيار اللجنة المغربية للتاريخ العسكري لتنظيم رواق تاريخي حول موضوع "العناية بالفرس على عهد الدولة العلوية" ضمن فعاليات هذا المعرض، التعريف بما يمثله الفرس عند المغاربة كثرات حضاري بامتياز ومعيارا لمدى ارتباطهم بماضيهم العريق في أصالة مستلهمة من رموز سامية.
ومن الجوانب التي يحرص الرواق على إبرازها أيضا المكانة والعناية التي حظي بها هذا الرفيق النبيل في كنف الدولة العلوية الشريفة، وما أولاه سلاطينها وملوكها إليه من اهتمام دائم. كما يعتبر رواق القوات المسلحة الملكية مناسبة للزوار من مختلف الأعمار للاطلاع على مكانة وقيمة الفرس خلال العهد العلوي الشريف من خلال أدوار خيالة الجيش المغربي وتطورها التاريخي وطبيعة تنظيمها وتكوينها وتجهيزها فضلا عن القيم العسكرية التي يتصف بها الفرسان المغاربة. ويرتكز الرواق على المحاور التالية: "سلاطين الشرفاء العلويين، تاريخ على صهوات الجياد"؛ و"الفرس في التراث المغربي"؛ و"خيالة الجيش السلطاني جاهزية واحترافية"؛ و"عشرون عاما من العناية الملكية السامية بالخيل والفروسية".
ويمكن الفضاء زواره أيضا من الوقوف على تحف مغربية قديمة، فضلا عن مخطوطات مهمة وتماثيل خاصة بخيول الصيد والخيول التي يتم استعمالها في الحروب. وفي هذا السياق، أوضح السيد محمد زين العابدين الحسيني، باحث في التاريخ والحضارة المغربية والمشرف على الجانب العلمي لرواق القوات المسلحة الملكية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركة القوات المسلحة الملكية المغربية في هذا المعرض ترتكز على العناية بالخيل على عهد الدولة العلوية الشريفة.
وأضاف أن رواق القوات المسلحة الملكية يتمحور حول الدولة العلوية الشريفة وارتباط السلاطين والملوك العلويين الوثيق بالفرس ، مما يجعلهم يمتطون الخيول سواء في مراسيم البيعة أو مراسيم صلاة الجمعة أو صلاة العيدين. وأشار السيد الحسيني إلى أن الرواق خصص حيزا للمخطوطات التي تتحدث عن الفرس والفروسية، فضلا عن مخطوطات تتطرق لعلم البيطرة وسبل الحفاظ على صحة الفرس.